Item
Publication
بعض المؤشرات النوعية لمياه نهر دجلة في مدينة الموصل وتأثيرها على الحياة المائية ( الأسماك )
- Title
- بعض المؤشرات النوعية لمياه نهر دجلة في مدينة الموصل وتأثيرها على الحياة المائية ( الأسماك )
- Abstract
-
يعدّ نهر دجلة في مدينة الموصل المصدر المائي السطحي الوحيد، إذ تستخدم مياهه لشتى الأغراض البشرية، الخدمية، الصناعية والزراعية، فضلاً عن إدامة الحياة المائية وتنوعها. يمر هذا النهر في المدينة من جهتها الشمالية الغربية ليقسمها إلى جانبين، إذ تطرح فيه أنواع المطروحات كافة كمياه فضلات الدور السكنية، والمستشفيات، والمطروحات الصناعية، ومطروحات المؤسسات الخدمية والزراعية السائلة عبر العديد من المصبات المنتشرة على ضفتي النهر، وبذلك فهو بمثابة المستودع الرئيس لهذه المطروحات نظراً لافتقار المدينة إلى شبكة مجاري ومحطات معالجة. كما يتعرض هذا النهر إلى عدد غير قليل من مصادر التلوث المحددة وغير المحددة، التي تعود بعض مصادرها إلى حصر المياه في السدود أعالي النهر أو بسبب النشاط البشري والتوسع الحضاري والعمراني، في حين تعزى أسباب أخرى إلى الأنشطة الزراعية والصناعية. كما يحدث التلوث جراء بعض الممارسات غير المسؤولة والاستخدام غير السليم للنهر وأن بعض المصادر يعود سببها إلى أنشطة دول المنبع وإلى مصادر طبيعية أيضاً. تكمن الخطورة في حالة نهر دجلة ضمن مدينة الموصل إلى أن كميات المطروحات التي تصل النهر عالية إذ تقدر معدلاتها بـ 350 ألف م3/يومياً (2005 ,AL Rawi) من خلال 23 مصباً كبيراً، فضلا عن عدد لا يستهان به من المصبات الصغيرة تلقي مطروحاتها مباشرة إلى مجرى النهر، ولا تخضع لأي نوع من المعالجة. تحتوي هذه المطروحات على مواد عضوية، ولاعضوية، ودهون، وصوابين، ومنظفات ومواد عالقة، فضلاً عن المطروحات الحرارية وغيرها، مما يؤدي إلى تردي نوعية مياه النهر وفقدان ضفافه للجمالية وانبعاث الروائح الكريهة من العديد من المواقع داخل مدينة الموصل مما يسبب خسائر اقتصادية للتجمعات السياحية والترفيهية المقامة على ضفافه. أن نوعية المياه وما تشتمل عليه من الخصائص الفيزيائية والكيميائية التي تؤدي دوراً مباشراً في توزيع الأحياء المائية وسلوكها وتكيفها (2000 ,Weiner). تعتمد هذه الخصائص كمعيار لتقدير نوعية المياه وتقييمها، وبالتالى تحديد مدى صلاحيتها للاستخدامات المختلفة، وقد شهدت مدينة الموصل تغييرات جذرية في سلوكية المجتمع وزيادة الوعي بمخاطر تلوث المياه. ومن جملة هذه التغييرات تقييد عمل بعض الصناعات في المدينة وتوقف البعض الآخر منها عن الإنتاج. تعد العناصر الثقيلة إحدى الملوثات الخطرة التي تدخل بيئة المياه العذبة، وتسبب خللاً في التوازن البيئي (1998 ,Canli and Kalay)، إذ ينعكس ذلك بصورة مباشرة او غير مباشرة على الإنسان (1982 ,Kaviraj and Konar). تزخر مياه الأنهار ومنها نهر دجلة بطيف واسع من الملوثات التي تشمل بعض العناصر الثقيلة مثل الخارصين Zinc، النحاس Cupper، الكادميوم Cadmium والرصاص Leadنتيجة لطرح النفايات الصناعية فيه، فضلاً عن أنواع الأسمدة الكيميائية، التي لها دور معزز لمستويات التلوث النهري (2007 ,.Farag et al). وتبين من تقارير منظمة الصحة العالمية أن نسبة 10% من الأنهار المراقبة من لدن برنامج الأمم المتحدة المعني بأمور التلوث البيئي تكون ملوثةً بفعل مياه المجاري، وهي مشكلة تكون أكثر وضوحاً للعيان في الدول النامية، فضلا عن تأثير الملوثات السلبي في الأسماك والأحياء المائية التي تعد إحدى مصادر التغذية للإنسان. أشار Behra وآخرون (2002) إلى أن تلوث البيئة المائية بالعناصر الثقيلة ناتج عن استخدامات الإنسان للمياه للأغراض المدنية، والصناعية، والتجارية والزراعية. كما أشارت العديد من الدراسات إلى تعرض الأنهار للتلوث بالعناصر الثقيلة من مصادر مختلفة كالفضلات المنزلية ونشاطات التعدين والفعاليات الزراعية كإضافة الاسمدة والمبيدات مما يؤثر في التوازن في النظام البيئي المائي (2010,.Karak et al). يعد كل من الرصاص، الكادميوم، والكروم والكوبلت من العناصر المعدنية السامة إذ تعد سموماً جينية Genotoxic ومواداً مسرطنة Carcinogenic فضلاً عن التأثيرات الخاصة لكل عنصر، تكمن خطورة الرصاص في كونه يمتلك تأثيرات سمية تراكمية في أجسام الكائنات الحية وصولاً إلى الإنسان، إذ يسبب أضراراً في الجهاز العصبي وقد يؤدي إلى الشلل خاصة عند ترسبه بشكل ثلاثي فوسفات الرصاص في النسج العصبية، مما يمنع نقل الايعازات العصبية، فضلاً عن ترسبه في الهيكل العظمي والأسنان. ويعد الكادميوم ملوثاً وأخيراً يصل إلى الإنسان بقمة السلسلة الغذائية. إذ يدخل الكادميوم إلى الأسماك عن طريق الغلاصم، ويمتص من قبل الأمعاء، ثم يصل إلى الدم، وهناك يرتبط مع البروتينات المعدنية الحاوية على مجموعة السلفاهيدريل (-SH) الموجودة في كريات الدم الحُمْر، ومن خلال الدم يصل إلى بقية أنسجة الجسم، إذ يتراكم في الكبد، والغلاصم، والكلية والعضلات (1993,Gesamp) وتمتاز الأسماك بحساسية عالية لعنصر الكادميوم .(Bryan,1976) تعدّ الأسماك من الاحياء المائية ذات التماس المباشر بملوثات المياه، لذلك تعد مؤشراً جيداً لاكتشاف ملوثات البيئة المائية، إذ إن لها القابلية على ان تؤيض وتركز وتخزن هذه الملوثات (بوصفها عناصر ثقيلة) بصورة تراكمية في نسج أجسامها بسبب احتياجها إلى كميات كبيرة من الماء اثناء عملية التنفس. وتعد الأسماك مصدراً غذائياً اساسياً ورخيص الثمن وواسع الانتشار في مختلف أنحاء العالم (2004 ,.Olaifa et al)، وهي ثروة اقتصادية وذات قيمة غذائية عالية غنية بالبروتين الحيواني، يحتاجها الجسم البشري بصورة دائميه ومستمرة، وهي سهلة الهضم، منخفضة السعرات الحرارية والأحماض الدهنية غير المشبعة على عكس اللحوم الحمر. كما تحتوي على نسبة عالية من فيتامين A وD اللذين لهما أهمية في قوة الأبصار وصلابة العظام وخصوصاً عند الأطفال، كما تحتوي الأسماك على نسبة عالية من الدهون التي تساعد على خفض كوليسترول البروتينات الدهنية واطئة الكثافة (LDL-c) الضارة في الدم، كما تساعد على خفض الإصابة بتصلب الشرايين. تستخدم الأسماك بشكل واسع في تقييم صحة النظم البيئية المائية، وذلك بسبب انتقال العناصر الثقيلة ضمن السلسلة الغذائية، وهي المسؤولة عن التأثيرات الضارة والمسببة للموت في الأنظمة البيئية، وللأسماك القابلية على تراكم العناصر الثقيلة بتراكيز أعلى مما في المياه والرواسب القاعية، بسبب تغذيتها على الطحالب والأحياء المائية الدقيقة، فضلاً عن المواد العضوية الموجودة في البيئة المائية (2004 ,.Olaifa et al). إذ تدخل العناصر الثقيلة إلى السلاسل الغذائية المائية ولاسيما الأسماك، اما بصورة مباشرة عن طريق الغذاء أو غير مباشرة عن طريق الغلاصم (2000 ,Blackmor). وينتقل تأثيرها السام من كائن إلى آخر عن طريق التغذية عبر السلسلة الغذائية، ومن ثم تصل إلى الإنسان المستهلك الذي يقع في قمة الهرم الغذائي
(Papagiannis et al.,2004; Rasheed,2012)
. لذا أشارت العديد من الدراسات إلى إمكانية استخدام الأسماك البحرية وأسماك المياه العذبة كمؤشر أو كدليل حيوي لتلوث البيئة المائية بالعناصر الثقيلة. (سلمان وآخرون 2007؛ الدهيمي2010؛ الطائي، 2012) (2010 ,.Karak et al؛ 2007 ,Obasohan).
- Scientific Type
- اكاديمي وتطبيقي
- Journal volume
- بدون
- Collaboration type
- منفرد
- Publish Date
- August 13, 2023
- Participated Universities (Publication)
-
Alnoor University
- Scopus status
- Not in Scopus
- Clarivate status
- Not In Clarivate
- Pub. Med. status
- Not In PubMed
- Author (Publication)
-
ايمان سامي ياسين حسين
- Journal (Publication)
- دائرة حماية وتحسين البيئة في المنطقة الشمالية
- Publisher (Publication)
- كلية النور الجامعة
- Country (Publication)
-
Iraq
- Country type
- داخل العراق
- College (Publication)
-
College of Pharmacy
- Departement (Publication)
-
Department of Pharmacy
- Media
-
Academic Paper
Part of بعض المؤشرات النوعية لمياه نهر دجلة في مدينة الموصل وتأثيرها على الحياة المائية ( الأسماك )